الصداع النصفي هو شكل خاص من الصداع ويتجلى ذلك في نوبات يمكن أن
تستمر من بضع ساعات إلى أيام قليلة.
ويختلف تواتر النوبات بشكل كبير من شخص لآخر، يتراوح من عدة نوبات في
الأسبوع إلى نوبة واحدة في السنة أو أقل.
الصداع النصفي يختلف عن الصداع "العادي"، وخاصة من حيث
المدة والشدة والأعراض الأخرى المختلفة وهكذا، فإن نوبة الصداع النصفي غالبا ما
تبدأ بألم يشعر به أحد جانبي الرأس أو يقع بالقرب من العين.
غالباً ما يُنظر إلى الألم
على أنه نبضات في الجمجمة، ويتفاقم بسبب الضوء والصوت (وأحيانا الروائح) كما يمكن
أن يصاحب الصداع النصفي غثيان وقيء.
وفي نفس السياق، أفادت احصائيّة أن النساء تعاني من الصداع النصفي
بنسبة 3 مرات أكثر من الرجال.
حوالي 18 ٪ من النساء مقارنة بـ 6 ٪ فقط من الرجال يتألّمون بسبب هذا
الوجع حيث تفسّر هذه الظاهرة عبر الهرمونات الجنسية.
أولاً، يجب أن نعلم أن الصداع يبدأ لدى النساء معظم الوقت بعد سن
البلوغ، وينخفض في وقت انقطاع الطمث من حيث التردد والحدة.
كما تعاني النساء من الصداع النصفي بشكل أكثر تكرارًا أثناء الحيض
وأقل من ذلك بكثير أثناء الحمل.
وبناء على هذه القرائن، أظهرت دراسة حديثة أن هرمون الاستروجين هو
العامل الذي يلعب دورا أساسيا في التسبب بالصداع.
حيث يؤثر هذا الهرمون على الخلايا الموجودة حول العصب القحفي الذي
يربط بين العينين والجبهة والفم وبين جميع وظائف الوجه.
ويمكن تفسير الصداع النصفي من خلال التقلبات (خلال دورة) في مستويات
هرمون الاستروجين.
في المقابل، عند الرجال، فإن
هرمون التستوستيرون أي الهرمون الذكوري يحمي من الصداع.
هناك تفسير آخر يتمثل في زيادة حساسية دماغ الأنثى لهذا النوع من
الألم.
وجعلت دراسات التصوير الطبي عبر الرنين المغناطيسي من الممكن فهم الاختلافات بين أدمغة الصداع
النصفي للرجال والنساء ونتيجة لذلك، فإن النساء يتفاعلن أكثر مع المعلومات المؤلمة
التي يتم إرسالها إلى الدماغ.
حيث يقول الباحث المسؤول عن الدراسة إن "المشاعر غير السارة
المرتبطة بالألم تكون أكثر حدّة لدى النساء مقارنة
بالرجال"، لذلك قد يكون
من الضروري في المستقبل علاج الصداع النصفي بشكل مختلف حسب الجنس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق