على عكس ما قد يظن المرء، لم تكن النساء يرتدين الكعب العالي
في بداية ظهوره.
ففي الأصل كان يرتديه من قبل الرجال وبعض الفرسان من العصور القديمة، وفي وقت لاحق وبتبني الحذاء في ثيابهم اليومية، احتفظ بعض الرجال
بالكعب الذي أصبح جزءًا لا يتجزأ منهم.
ورغم مضار
الكعب العالي الذي يحذّر منه دائما أطباء جراحة العظام فإنه
قد لاقى رواجا واسعا، حيث نجدد الذكر أنه على المدى الطويل يمكن أن يسبب ارتدائه الالتواء والكسور وهشاشة العظام والدوالي
ومشاكل العضلات والعظام في القدمين والركبتين والظهر.
لذلك لا ينصح بالكعب للمصاب بالتهاب المفاصل
العظمي، لأن هذا قد يزيد المشكلة سوءًا.
وقد ظهرت هذه الأزياء لدى النساء في القرن السادس عشر في بلاط
البندقية، تحت قيادة كاثرين دي ميديسي، وتحديدًا في عام 1533 بمناسبة زواجها من ملك فرنسا المستقبلي، هنري الثاني.
ويقال أيضا إنه في عام 1599،
بدا مبعوثو شاه بلاد فارس عباس في مهمة دبلوماسية في أوروبا، مما ساهم في تطوير
الأزياء التي كانت تتغيّر.
ولكن يمكننا القول إن الكعب الي يرتديه الرجل ظهر بالفعل مع لويس
الرابع عشر، الذي يتميّز بصغر حجمه (1 م 63) فكان يرتديه دائما كتعويض عن قصره ليتم
فيما بعد تزيين أحذية الرجال ذات الكعب العالي بالزهور والأحجار الكريمة.
لهذا السبب غالباً ما يقال بشكل غير صحيح ان الكعب العالي هو اختراع
من القرن السابع عشر.
أما بالنسبة إلى لويس الرابع عشر، فقد كان يرتدي كعبا ذو 12 سم في بعض الأحيان وكان لديه تفضيل للكعب العالي من الجلد الأحمر
الذي أعطاه مظهرا عسكريًا.
وعلاوة على ذلك في عام 1670، نشر لويس الرابع عشر مرسومًا يحجز
استخدام الكعوب الحمراء لأعضاء بلاطه.
لكن الموضة انتشرت بالفعل في أوروبا ;خلال القرن
السابع عشر، بدأت هذه الأحذية غير المتمايزة للرجال والنساء تبرز كما أصبحت تتميّز أحذية النساء ببساطتها مقارنة بتلك التي يرتديها الرجال.
لكن على مر العقود ومع تغيّر المبادئ والأفكار، تغيّرت الحركة نفسها وبدأ
الرجال في ارتداء ملابس أكثر راحة وفقد الكعب العالي وظيفته كمؤشر لطبقة اجتماعية
معيّنة لدى الرجال.
في عام 1740، لم يعد يرتدي أي رجل
الكعب الذي أصبح فيما بعد قطعة أنثوية بامتياز.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق