لقد
أصبحت السَمنة اليوم مشكلة عامَة يعاني منها العديد من الأشخاص حول العالم وذلك
لعدَة أسباب منها ما هو مرضي ووراثي ومنها ما يرتبط إرتباطا وثيقا بالنظام الغذائي
السيء والغير متوازن.
ومع التطور الطبي الحديث
أصبح من الممكن التخلص من مشكل البدانة المفرطة من خلال الخضوع إلى جراحات السمنة
التي تختلف وتتنوع حسب وضع كل مريض وميولاته وتطلَعاته ،ولكن لا يجب أن يخفى عنَا
أنَه لنجاح مثل هذه الجراحات لا بدَ من الإلتزام بمجموعة من الشروط والضوابط لتتم
هذه اللإجراءات الطبيَة والتجميليَة في أحسن الظروف فماهي هذه الشروط وضمن أية
مقاييس يجب ضبطها؟
إختيار
المصحَة المناسبة والجرَاح المؤهَل
ممَا
لا شك فيه أنَ جراحات التجميل تخضع إلى نفس الشروط الموجودة في مجال الجراحة
العامَة وأهمَها إختيار المصحَة المناسبة والجراح المؤهل قبل إتخاذ قرار الخضوع
إلى أي نوع من الجراحات ،وإذا كنتم تفكرون في الخضوع إلى إحدى جراحات السمنة،
لابدَ من التدقيق في عمليَة إختيار المصحَة التي يجب أن تكون معروفة بنجاح خدماتها
الطبيَة و تميَز طاقمها الطبي والشبه الطبي لذلك يجب اللجوء إلى المراكز المرخصة
من قبل السلطات المختصة لأنَ المصحات الجدية والمقننة تعمل وفق شروط وقواعد المهنة
ولا يمكن أن تسمح بإتخاذ أي إجراء طبي أو تجميلي في مجال جراحات السمنة قبل التأكد
من خلو جسد المريض من الموانع المرضيَة والصحيَة وهي عمليَة يشرف عليها مجموعة من
الخبراء والمختصين بمجال الطب والتجميل ، التغذية وعلم النفس ،وخبراء التحليل
والكشوفات الطبيَة ،وذلك تجنَبا لأية مشاكل أو مضاعفات خطيرة ممكنة الحدوث أثناء
أو بعد الجراحة إضافة إلى ضرورة التأكد من أنَ مريض السمنة مؤهل جسديا وعقليا
للخضوع إلى أي نوع من جراحات السمنة سواء كانت (تكميم المعدة، ربط المعدة أو
عمليَة تصغير المعدة فحتَى عمليَة شفط الدهون تتطلَب مجموعة من التدابير والفحوصات
قبل إجرائها كما يجب على مريض السمنة أن يدرك أنَ جراحات السمنة كغيرها من
اللإجراءات الطبيَة الأخرى لها العديد من الفوائد وفي نفس الوقت لها مخاطر محتملة.
ووفق
، دراسة صدرت سنة 2009 في مجلة The New England
Journal of Medicine فإنَ العامل الأساسي لنجاح عمليَات السمنة هو التأكد من مستوى
كفاءة الجرَاح ونسبة خبرته المهنية ، وأنَه من الأفضل إختيار جراحا قام بما لا يقل
عن 100 عملية بنجاح لأنَ ذلك من شأنه أن يقلل من مخاطر جراحات السمنة ، و حسب نفس
المصدر تزايد الوعي تجاه هذه الشروط في السَنوات الأخيرة وهو ما جعل نسب الفشل
تتضاءل بشكل كبير وذلك ما بينته مشاهدات هذه الدراسة التي تناولت ما يقارب 4776
مريضا خضعوا لجراحات السمنة ، وحسب معلومات أخرى نشرتها الجمعية الأمريكية لجراحة
علاج السمنة والأيض، خسر 220،000 شخصا أوزانهم بعد الخضوع إلى هذه الجراحات ، إذا
جراحات السمنة ليست خطيرة كما يعتقد البعض إنَما هي كغيرها من العمليات تحتاج إلى
مجموعة من الضمانات والشروط لتحقق أفضل النتائج وهي (إختيار المصحة المناسبة ،
الجراح الخبير والمؤهل لإجراء العمليَة والتأكد من خلو الجسم من الموانع من خلال
الخضوع إلى الفحوصات والتحاليل الضروريَة ).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق